البلدان العربية تعيش حالة من الفوضى والدمار و عدم الاستقرار، والحرائق مشتعلة في كل ارجاء الوطن العربي ، ونشاهد يومياً قتلى وجرحى ومشرّدين ولاجئين ومهجّرين وجوع وظلم وتفكك اوطان وتفكك اخلاق وفتنة دينية و طائفية وارهاب توغل و استشرى في فكر الشباب العربي وتوقفت عملية الانتاج والتقدم والتطور وأصبح العرب يحلمون بالحاجات الاساسية وبالأمن والامان ولقمة العيش اكثر من اي إصلاح ديمقراطي او تقدم علمي…الخ التقدم والنمو اصبح ترف و بعيد المنال من اليمن جنوباً الى الشام وفلسطين ولبنان شمالاً ومن العراق شرقاً الى مصر و ليبيا غرباً، ما هي المشكلة وما هو الحل؟ 
قبل ان يسدل هذا العام 2015 عن مشهده الأخير دعونا نتفائل في وسط هذه الحرائق المشتعلة ، فعام 2015 يعتبر اكثر الأعوام كارثية على المستوى العربي اذا ما قسنا حجم التشرذم والتراشق العربي والانفلات الأمني وعدد القتلى والجرحى واللاجئين وعدد العمليات الإرهابية والتدخلات الأجنبية في عالمنا العربي ، على ضوء جميع تلك المعطيات والتطورات السياسية والميدانية ما الذي نتوقعه نحن العرب في عام 2016 خاصة في البلدان العربية المحترقة ؟.
اليمن: أتوقع ان تتوقف الحرب بانتصار التحالف العربي وستنطلق عملية سياسية سيشترك فيها حتى الحوثيين المنهزمين ولكنهم مؤكداً سيكونون اضعف من قبل ولكن المشكلة ستكون في تنظيم الاخوان المدعوم و المتمثل في حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الذين سيشكلون صداع للحكومة المقبلة في اليمن لن تنتهي الا بإستئصالهم .
ليبيا : ستجبر الأطراف المتنازعة على التوقيع على اتفاقية سلام وتشكيل حكومة وطنية مشتركة ولكن سيظل تنظيم الاخوان وتنظيم داعش يسبب الإزعاج وعدم استقرار ومشاكل كثيرة لفترة طويلة الا اذا تم إستئصالهم.  
مصر : سيظل الوضع على ما هو عليه ومشاكل تنظيم الاخوان مستمرة بلا أفق واضح ما دام التنظيم يحصل على دعم مادي وإعلامي وسياسي من دول اخرى وفي حال ما تم تجفيف منابعهم وتوقف تمويل الدول الداعمة لهم سيجنحون حتماً الى السلم و سيتوقف الارهاب في مصر . 
سوريا : ستنطلق عملية سياسية كبرى ولكن لن تخرج بنتائج ترضي المعارضة وستفشل الجهود السياسية وسيستمر الصراع وبحدة اكبر لان المعارضة المعتدلة ستكون موحدة اكثر من قبل وتنظيم داعش سيستمر يلتهم ما تكسبه المعارضة، والنظام مدعوم بشراسة من روسيا ومن تنظيمات ارهابية شيعية على رأسهم حزب الله وستدمر سوريا اكثر وأكثر عن ما دمرت حتى الأن.
العراق : سيستمر الوضع على ما هو عليه من عدم استقرار وفوضى وحرب مفتوحة مع تنظيم داعش من جهة ومن تنظيمات ومليشيات شيعية مدعومة من ايران وفي خضم هذه الفوضى المقصودة من ايران سيعزز الايرانيون سيطرتهم على العراق بشكل أكبر و رسمي ولن تستقر العراق حتى تسمى العراق دولة محتلة من ايران ويبدأ طريق التحرير والمقاومة وطرد جميع التنظيمات والمليشيات الإرهابية.
العرب يصارعون مصيرهم والتهديد هذه المره داخلي وليس خارجي فلا تستطيع اي دولة اليوم خوض حرب مع اي دولة اخرى وغزوها الا بواسطة ذيول لها داخلية ، فلو نظرنا في الوضع العربي الداخلي وحددنا عناصر التهديد سنعرف ان : تنظيم الأخوان المسلمين هو المهدد الرئيسي ثم تنظيم داعش والقاعدة ثم المليشيات الشيعية.
الحل : اجتماع قمة عربي واتخاذ قرار مهم بإعلان محاربة الارهاب بلا هوادة والبدء في إجراءات عملية لتجفيف منابعة المالية والبشرية وإطلاق حملة تنوير فكري، وعلى العرب تسمية التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم الاخوان وتنظيم داعش والقاعدة وتنظيم حزب الله…الخ.
 هذا القرار العربي قرار ضروري وهو قرار مصيري لبقاء العرب بحدودهم الطبيعية وسيادتهم العربية فبدون اتخاذ هذا القرار المصيري سنخسر اكثر من ما خسرنا في الأيام السابقة ، خسرنا العراق وأصبحت محافظة فارسية بإمتياز وخنجر في خاصرة العرب ، وهناك أيضاً دول اخرى مرشحة ان تصبح مثل العراق ودول مرشحة ان تتفكك ودول نشاهدها بلا سيادة او رئاسة كحال لبنان اليوم.
محاربة الارهاب هو القرار العربي المصيري الوحيد الذي يجب ان نركز عليه و نلتف حوله نحن العرب وعلى كل دولة عربية ترعى الارهاب مادياً واعلامياً وسياسياً التوقف اجبارياً بقوة الاجماع العربي، فقد انتهى لعب الصغار وعلى الدول العربية الكبرى والمؤثرة الوقوف بحزم ضد كل من يلعب بمصير العرب ويدعم الارهاب ويخرب البيت العربي، الدول التي تدعم الارهاب وتمول تنظيم الاخوان او القاعدة او داعش او حزب الله معروفة ويجب حصارها لتتوقف عن إشعال الحرائق في البيت العربي هذا هو عين العقل والمنطق كما نعرفه وهذا هو الحل! فهل تتحرك الدول العربية في 2016؟ او ان الحريق سيتوسع؟ 

علينا مهمة نحن العرب بإتخاذ قرار بجعل 2016 عام تقليص التهديدات الإرهابية وذلك بالتخلص من التنظيمات الإرهابية؟.
وعلينا ان نفهم نحن العرب ان الارهاب لا دين او مذهب او مله له والارهاب لا جنس او لون او عرق له فالإرهاب اُسلوب جديد من أساليب الحرب والاستعمار والسيطرة على الشعوب الاخرى لذلك وجب التحرك لإستئصاله قبل ان يستشري ويقتلنا!
د. علي محمد العامري